"الإيكونوميست": العنف يسيطر على أكبر انتخابات في المكسيك

"الإيكونوميست": العنف يسيطر على أكبر انتخابات في المكسيك
كلوديا شينباوم

في مدينة "غيريرو" بولاية تقع جنوب غرب مدينة مكسيكو، وفي اليوم الذي انتهت فيه الحملة الانتخابية، قُتل مرشح لمنصب عمدة المدينة بالرصاص، فيما تم اغتيال ما يقرب من 40 مرشحاً في هذه الانتخابات، وتشمل عمليات قتل أفراد عائلات السياسيين وفرق الحملات الانتخابية.

ووفقا لمجلة "الإيكونوميست"، شابت أعمال العنف هذه الانتخابات التاريخية، التي تضم 100 مليون شخص يعدون أكبر عدد من الناخبين لأول مرة في تاريخ البلاد مؤهلين للإدلاء بأصواتهم، ينتخبون أول رئيسة للدولة، كلوديا شينباوم من حزب مورينا الحاكم.

يذكر أن الحزب الحاكم في المكسيك، قد أعلن، اليوم الاثنين، فوز "شينباوم"، بفارق كبير عن منافستها اليمينيّة.

وكانت "شينباوم" تلميذة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وفي ختام حملتها الانتخابية في زوكالو، الساحة الرئيسية في مكسيكو سيتي، أشادت بـ"التحول الرابع" للرئيس ووعدت ببناء "الطابق الثاني"، فيما قامت منافستها زوتشيتل جالفيز، التي تقود ائتلافًا من الأحزاب القديمة، بحملة تهدف إلى إزالة الفوضى التي سببتها السنوات الست التي قضاها لوبيز أوبرادور في منصبه، وخاصة انعدام الأمن والانحدار الديمقراطي.

وعلى الورق فإن "التحول الرابع" يضع الفقراء في المقام الأول، ويخلص المكسيك من الفساد وانعدام الأمن، وقد انخفض الفقر بالفعل إلى حد ما في عهد لوبيز أوبرادور بفضل زيادة التحويلات النقدية للفقراء وارتفاع الحد الأدنى للأجور، ولكنه فشل في التعامل مع الفساد، بل لقد جعل الأمر أسوأ من خلال تسليم المزيد من المال والسلطة إلى القوات المسلحة، التي لا يتعين عليها أن تتحلى بالشفافية.

وقد أدى أسلوبه الأمني ​​المتمثل في عدم التدخل إلى انتشار العصابات، وقام يدعم إنتاج وحرق الوقود الأحفوري من قبل الشركات المملوكة للدولة، وألحق الضرر بالخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

وكان هذا التناقض بين وعود "لوبيز أوبرادور" ونتائجه يجعل العديد من المكسيكيين يشعرون أنه ليس لديهم مكان آخر يلجؤون إليه، فقد كان انتخابه عام 2018 حاسما في تاريخ المكسيك، حيث صوت المكسيكيون لصالحه بعد أن رفضوه مرتين من قبل، وقدم بالفعل تباينًا شعبيًا، حيث كان يسافر باستمرار في جميع أنحاء المكسيك ويتحدث مع الناس العاديين.

ولا يزال يتعين على أعضاء أحزاب المعارضة ذات المدرسة القديمة أن يتعاملوا حقاً مع كراهية المكسيكيين لهم، وقد أضر ذلك بفرص “جالفيز”.

وسمح غموض "شينباوم" وتصريحاتها المتناقضة للناخبين برؤية ما يريدون رؤيته فيها، يشير معجبو الرئيس إلى مسيرتها السياسية إلى جانبه، ويرى الحريصون على التغيير اختلافات كبيرة بينها، وهي عالمة مناخ حضري تبلغ من العمر 61 عاما، وبين الرئيس البالغ من العمر 70 عاما، من جنوب البلاد، إنهم يحبون وعدها بتنظيف صناعة الطاقة في المكسيك.

ويشير الوقت الذي قضته كعمدة لمدينة مكسيكو سيتي، من عام 2018 إلى العام الماضي، إلى أنها قومية مثل معلمها، ولكن ربما تتمتع بقدرة أكبر على البراغماتية.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية